لا أدري إن كان البعض منا يفكر في حال هذه الأشجار التي تظهر بارزة في الصور وعلى الشاشات تحتل المساحة الأبرز في كل الأحداث الجارية التي يشهدها عالمنا العربي في الثورة الشعبية العارمة من تونس إلى مصر فليبيا وسوريا والثورة مستمرة .. والشجرة أيضاً، حاضرة.
شاركت الأشجار كلها في صناعة الأخبار.. حتى إن لم ينتبه أحد لذلك.. كانت البونسيانا والجاكرندا والفيكس واللبخ والسرو والنخيل وكل الأشجار الأخرى حاضرة بوضوح في المشهد وتأخذ الحيز الأكبر من دون أن يلتفت لذلك أحد.
لعلك تتأمل هذه الأشجار وتقول في نفسك : إنها حركة عدم الانحياز.. ليست في طرف الصراع وكأنها في مأمن من الجميع!.. فلا أحد يعاديها مهما أرتفعت موجات القصف والمواجهة.
لكن، على الرغم من هذا سقطت أشجار ضحية في تلك الأحداث.. وتجردت أخرى من أوراقها في سبيل الثورة، وأعطت أخرى أغصانها لتكون سيوطاً على الأعداء.. وكانت من بينها أشجار ثائرة بحق تحمي الحمى وتصد المعتدين.
شاركت الشجرة في الثورة لتكون الملجأ من الغازات المسيلة والسامة ولتكون الظل الجامع للثورة الكبرى.
إنها في الصورة وتأخذ المساحة الأكبر .. لكن الجميع مشغولين، من متلقين ومشاهدين وشاهدي عيان وصانعي حدث.
إنها شجرة في ثورة.
إنها صامدة.. وصامتة أيضاً لا تتحدث.
إنها حاضرة في كل المشهد.. هل أنتبهنا لها ؟ وهل عرفناها؟ وهل فكرنا فيها خارج الحدث وأثناء الحدث وبمعزل عن الحدث.
هذه مجموعة من الصور التي لعبت فيها الشجرة الدور الأبرز كنجمة بلا منازع لثوراتنا شعبنا العربي..
هذه أشجار في أصعب المواقف وأخطرها .. ولا أدري هل فكر أحد ما فيها في تلك اللحظات بالذات :